أكد تسيفى مزائيل السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر والخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمركز الأورشاليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية في إسرائيل ان اللواء عمر سليمان
رئيس المخابرات المصرية لن يستطيع ان يحكم مصر.
وقال مزائيل ان المشكلة هي أن الدستور المصري لا يعطي لسليمان - الذي وصفه بأنه من أكثر المقربين من الرئيس مبارك - الفرصة من أجل الترشح إلا بعد أن يعهد إليه بأحد المناصب القيادية في الحزب الوطني.
ويعتقد مزائيل أن هذا الأمر غير واضح في تلك المرحلة.
واشار - في ورقة بحثية أعدها وحلل فيها تأثير زيارة الرئيس مبارك الاخيرة للولايات المتحدة الامريكية على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط - ان هناك شكا في إمكانية أن يقوم مبارك بترشيح نفسه في الانتخابات المقررة عام 2011.
وأعرب السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر عن اعتقاده بأن يقدم مبارك استقالته وأن تجرى انتخابات الرئاسة في موعدها وكذلك انتخابات مجلس الشعب وقال ان هناك إمكانية أخرى لتقديم موعد انتخابات مجلس الشعب.
وأشار مزائيل في مستهل دراسته إلى أنه على الرغم من أن وسائل الإعلام ركزت خلال تغطيتها لتلك الزيارة على جهوده من أجل دفع عملية التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين لكن الواضح هو أن تلك الزيارة هدف الرئيس مبارك من خلالها لتوطيد العلاقات المصرية – الأميركية خاصة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بات يدرك دور مصر في الوقت الذي يظهر فيه الرئيس مبارك ثقته في أوباما وقدرته على حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث الخبير الإسرائيلي في البداية عن مسألة دفء العلاقات المصرية – الأميركية التي تبعت تولي أوباما الإدارة الأميركية مشيراً إلى أن زيارة مبارك لواشنطن تركزت في بحث سبل دفع العلاقات بين الجانبين وقال إن وسائل الإعلام لم تركز في حديثها على تلك الزيارة سوى عما جرى من نقاش بشأن الجهود التي تبذلها القاهرة وواشنطن من أجل تحقيق التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين دون أن يخوض الجانبان في الحديث عن القضايا المركزية التي تواجه مصر في المرحلة الحالية.
وقال مزائيل إن مبارك وضع نصب عينيه خلال تلك الزيارة العمل على توطيد علاقاته مع واشنطن بعد عدة سنوات من البرود الذي جاء نتيجة قرارات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للعمل على دفع قضايا الديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط وممارسة تلك الإدارة الضغوط على الرئيس مبارك من أجل الاهتمام بحقوق الإنسان في بلاده وكذلك دفعه من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة في مصر.
واشار إلى أن الرئيس مبارك وفي لحظة ضعف منه منح الفرصة من أجل إجراء انتخابات حرة لمجلس الشعب في نوفمبر 2005 وكانت النتيجة وصول نحو 88 عضو من جماعة الإخوان المسلمين للبرلمان وفوزهم بنحو 20% من مقاعده وهو الأمر الذي أغضب واشنطن كثيراً لكن هذا لم يثنها عن جهودها الرامية لمواصلة الضغوط على الرئيس مبارك
وقال مزائيل ان أميركا وفي هذا الصدد قامت بتخفيض نحو 100 مليون دولار من ميزانية المساعدات المخصصة لمصر وقامت بتخصيص نحو 50 مليون دولار لتمويل نشاط منظمات المجتمع المدني المصرية وذلك في إطار مساعيها لدفع حقوق الإنسان في مصر وهو الأمر الذي أغضب الرئيس مبارك كثيراً دفعه منذ عام 2004 للامتناع عن زيارة الولايات المتحدة لكن العلاقات الإستراتيجية المهمة بين البلدين استمرت كالمعتاد.
واشار إلى أن الحوار السري الدائم بين القاهرة وواشنطن خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة إيران استمر وكذلك التنسيق بين الجانبين في مكافحة الإرهاب والحوار المتواصل بينهما فيما يتعلق ببذل جهود دفع مسيرة التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي القسم الثاني من ورقته البحثية التي نشرتها جريدة الرؤية الكويتية تطرق سفير إسرائيل السابق لدي القاهرة تسيفي مزائيل للحديث عن بعض القضايا التي حظيت باهتمام الجانبين المصري والأميركي خلال زيارة مبارك.
وقال ان الرئيس مبارك بحث مع المسؤولين عدد من القضايا الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وكان على رأسها تنامي النشاط الإيراني والأوضاع الملتهبة في السودان والصومال وتأثير تلك القضايا على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى مصر بوجه خاص.
واشار إلى أنه كانت لدى القاهرة مخاوف من نية الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء الحوار مع إيران وترى فيه إمكانية لإضعاف مكانة دول الخليج ومعسكر الاعتدال في العالم العربي.
وأشار مزائيل إلى أن وضع مصر الخاص واستهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية باختلاف توجهاتها جعل مسألة التنسيق الاستخباراتي بينها وبين الولايات المتحدة أمر حيوي.
كما أشار إلى أن واشنطن تولي أهمية قصوى لمصر بسبب سيطرتها على قناة السويس التي تمر من خلالها السفن الحربية وحاملات الطائرات الضخمة الأميركية والغربية في طريقها للخليج العربي.
وقال إن تواتر الأنباء خلال الشهر الماضي عن مرور غواصة وزوارق صواريخ إسرائيلية إذ يؤكد كذلك على الحوار الدائر بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن بشأن كيفية مواجهة التهديدات الإيرانية والسعي المتواصل من جانبهم للاستعداد لمواجهة أي طارئ.
وتابع مزائيل ورقته البحثية بالإشارة إلى وجوب لفت الانتباه إلى إعلان الرئيس مبارك عن رفض مصر أن تكون جزء من المظلة الأميركية لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية وتأكيده على أن مصر لن توافق على نشر قوات أجنبية أو نشر أسلحة على أراضيها.
وخصص الخبير الإسرائيلي القسم الثالث من ورقته البحثية للحديث عن الأوضاع السياسية الداخلية في مصر والاستعدادات القائمة لإجراء انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشعب خلال الفترة المقبلة مشيراً إلى أن عملية الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي وسبل تحسين الأوضاع في مصر حظيت بنصيب واسع من مباحثات مبارك وأوباما.
وقال إن الرئيس مبارك تحدث مع نظيره الأميركي عن الأزمات الصعبة التي تواجه مصر واستعدادات القاهرة لإجراء الانتخابات الرئاسية في عام 2011.
وقال مزائيل إن مصر خلال العامين الماضيين شهدت تنظيم العشرات من الإضرابات العمالية الأمر الذي دفع النظام المصري لاتخاذ سلسلة من خطوات الإصلاح ورفع الأجور.
وأشار إلى أنه من أجل الحصول على المال اللازم لتمويل هذا الأمر قامت الحكومة بإلغاء الدعم عن بعض المواد الحيوية الأمر الذي تسبب في رفع أسعارها خاصة الخبز وهو ما أفضى إلى أزمة جديدة أشد خطورة.
وأشار السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إلى أن النظام المصري يواجه الآن أزمة أخرى تتمثل في إعلان الحركات المعارضة له وعلى رأسها حركة كفاية مقاطعة الانتخابات بدعوى أنها لن تكون انتخابات حرة ونزيهة وقامت كذلك بإجراء اتصالات مع أحزاب المعارضة في مصر من أجل إقناعها بالانضمام إلى تلك المقاطعة.
وقال إنه تزامن مع هذا قامت الحكومة المصرية بتبني سلسلة من الخطوات هدفت من ورائها الى إضعاف حركة الإخوان المسلمين التي تعد قوة المعارضة الرئيسية في مصر وقامت في هذا الإطار بإلقاء القبض على مئات العناصر من الجماعة من بينهم العشرات من قادتها خلال الأشهر الأخيرة الماضية وذلك بهدف الحد من قوة الحركة استعداداً للانتخابات القادمة في مصر.
وتحدث تسيفي مزائيل في القسم الرابع من ورقته البحثية عن مسألة توريث السلطة في مصر مشيراً إلى أن الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عاماً يحكم مصر منذ 28 عاماً لا يعاني أزمات صحية ذات شأن يذكر لكن بعض من علامات المرض تبدو على وجهه.
وقال إن بعض من المقربين من الرئيس مبارك يرون أن أكثر ما أثر فيه هو رحيل حفيده الأكبر قبل عدة أشهر.
ويرى مزائيل أن هناك شكا في إمكانية أن يقوم مبارك بترشيح نفسه في الانتخابات المقررة عام 2011 معرباً عن اعتقاده بأن يقدم استقالته وأن تجرى انتخابات الرئاسة في موعدها وكذلك انتخابات مجلس الشعب.
وقال هناك إمكانية أخرى لتقديم موعد انتخابات مجلس الشعب.
كما أشار مزائيل إلى أن الرئيس مبارك يتحرك من خلال رؤية تقوم على تسليم القيادة لشخص يحظى بالثقة دون الدخول في مغامرة إجراء انتخابات يتنافس فيها العديد من المرشحين وهو ما قد يفضي عنه وقوع كارثة نتيجة اختيار أحد المعارضين الذين لا يمكنهم تحمل المسؤولية أو قيام حركة الإخوان المسلمين بالفوز في تلك الانتخابات وهو الأمر الذي قد يفضي عنه فيما بعد لتدخل الجيش واندلاع فوضى عارمة ليس في مصر فحسب ولكن في المنطقة بوجه عام.
وأشار مزائيل إلى أن مبارك وعلى هذا الأساس قرر أن يعد نجله جمال البالغ من العمر 47 عاما لكي يخلفه في الحكم ولهذا عهد له بأحد أكثر المناصب حساسية وأهمية في الحزب الحاكم حيث تولى منصب أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم وقام كذلك بتغيير بعض مواد الدستور المصري بهدف تمكين نجله جمال من أجل أن يكون المرشح الوحيد من قبل الحزب في الانتخابات القادمة.
وقال مزائيل "إنه وإن كان مبارك ذاته يصر على أن هذا الأمر ليس في نيته لكن كل ما يقوم به يشير وبوضوح إلى هذا الأمر".
ثم تحدث مزائيل عن أن وسائل الإعلام تتحدث بشكل لافت عن وجود مرشح آخر لتولي منصب الرئيس وهو اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية ووصفه بأنه من أكثر المقربين من الرئيس مبارك لكن وبحسب مزائيل فإن المشكلة هي أن الدستور المصري لا يعطي لسليمان الفرصة من أجل الترشح إلا بعد أن يعهد إليه بأحد المناصب القيادية في الحزب الحاكم ويعتقد مزائيل أن هذا الأمر غير واضح في تلك المرحلة.
ثم نوه مزائيل إلى أن نجل الرئيس رافق والده في زيارته الأخيرة لواشنطن وذلك من أجل اكتساب الخبرة والتعرف على واضعي السياسة الأميركية وقال إن جمال قام في الآونة الأخيرة ببدء حوار مع الشباب المصري عبر شبكة الإنترنت , وهو ما فعله أوباما إبان خوضه سباق الرئاسة الأميركية.
كما أشار إلى أن الشارع المصري يشهد حالياً ترديد أغنية تدعو الجماهير لانتخابه رئيساً للبلاد وعدم الانسياق وراء الشائعات التي يرددها البعض بأن انتخاب جمال يعني تكريس التوريث على حد قوله.
ثم تطرق مزائيل في القسم الخامس والأخير من ورقته البحثية للحديث عن معارضة الرئيس مبارك خلال زيارته الأخيرة لواشنطن لأي خطوات تطبيعية من قبل الدول العربية مع إسرائيل وربط بين هذا الأمر وحدوث تقدم في عملية السلام وتجميد المستوطنات.
وقال إن مبارك حذر من أن اليأس والإحباط ملآ الشارع العربي بسبب استمرار القضية الفلسطينية دون حل وأن غياب إيجاد الحل يعني استمرار أعمال العنف.
وقال مزائيل إن أوباما وخلال لقائه بمبارك أشاد بجهود إسرائيل من أجل إزالة المستوطنات غير القانونية ورفعها الحواجز في الضفة الغربية.
وأعرب عن رؤيته في وجود قيادة شجاعة في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والعربي تكون قادرة على تبني قرارات شجاعة تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
رئيس المخابرات المصرية لن يستطيع ان يحكم مصر.
وقال مزائيل ان المشكلة هي أن الدستور المصري لا يعطي لسليمان - الذي وصفه بأنه من أكثر المقربين من الرئيس مبارك - الفرصة من أجل الترشح إلا بعد أن يعهد إليه بأحد المناصب القيادية في الحزب الوطني.
ويعتقد مزائيل أن هذا الأمر غير واضح في تلك المرحلة.
واشار - في ورقة بحثية أعدها وحلل فيها تأثير زيارة الرئيس مبارك الاخيرة للولايات المتحدة الامريكية على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط - ان هناك شكا في إمكانية أن يقوم مبارك بترشيح نفسه في الانتخابات المقررة عام 2011.
وأعرب السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر عن اعتقاده بأن يقدم مبارك استقالته وأن تجرى انتخابات الرئاسة في موعدها وكذلك انتخابات مجلس الشعب وقال ان هناك إمكانية أخرى لتقديم موعد انتخابات مجلس الشعب.
وأشار مزائيل في مستهل دراسته إلى أنه على الرغم من أن وسائل الإعلام ركزت خلال تغطيتها لتلك الزيارة على جهوده من أجل دفع عملية التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين لكن الواضح هو أن تلك الزيارة هدف الرئيس مبارك من خلالها لتوطيد العلاقات المصرية – الأميركية خاصة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بات يدرك دور مصر في الوقت الذي يظهر فيه الرئيس مبارك ثقته في أوباما وقدرته على حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث الخبير الإسرائيلي في البداية عن مسألة دفء العلاقات المصرية – الأميركية التي تبعت تولي أوباما الإدارة الأميركية مشيراً إلى أن زيارة مبارك لواشنطن تركزت في بحث سبل دفع العلاقات بين الجانبين وقال إن وسائل الإعلام لم تركز في حديثها على تلك الزيارة سوى عما جرى من نقاش بشأن الجهود التي تبذلها القاهرة وواشنطن من أجل تحقيق التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين دون أن يخوض الجانبان في الحديث عن القضايا المركزية التي تواجه مصر في المرحلة الحالية.
وقال مزائيل إن مبارك وضع نصب عينيه خلال تلك الزيارة العمل على توطيد علاقاته مع واشنطن بعد عدة سنوات من البرود الذي جاء نتيجة قرارات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للعمل على دفع قضايا الديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط وممارسة تلك الإدارة الضغوط على الرئيس مبارك من أجل الاهتمام بحقوق الإنسان في بلاده وكذلك دفعه من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة في مصر.
واشار إلى أن الرئيس مبارك وفي لحظة ضعف منه منح الفرصة من أجل إجراء انتخابات حرة لمجلس الشعب في نوفمبر 2005 وكانت النتيجة وصول نحو 88 عضو من جماعة الإخوان المسلمين للبرلمان وفوزهم بنحو 20% من مقاعده وهو الأمر الذي أغضب واشنطن كثيراً لكن هذا لم يثنها عن جهودها الرامية لمواصلة الضغوط على الرئيس مبارك
وقال مزائيل ان أميركا وفي هذا الصدد قامت بتخفيض نحو 100 مليون دولار من ميزانية المساعدات المخصصة لمصر وقامت بتخصيص نحو 50 مليون دولار لتمويل نشاط منظمات المجتمع المدني المصرية وذلك في إطار مساعيها لدفع حقوق الإنسان في مصر وهو الأمر الذي أغضب الرئيس مبارك كثيراً دفعه منذ عام 2004 للامتناع عن زيارة الولايات المتحدة لكن العلاقات الإستراتيجية المهمة بين البلدين استمرت كالمعتاد.
واشار إلى أن الحوار السري الدائم بين القاهرة وواشنطن خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة إيران استمر وكذلك التنسيق بين الجانبين في مكافحة الإرهاب والحوار المتواصل بينهما فيما يتعلق ببذل جهود دفع مسيرة التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي القسم الثاني من ورقته البحثية التي نشرتها جريدة الرؤية الكويتية تطرق سفير إسرائيل السابق لدي القاهرة تسيفي مزائيل للحديث عن بعض القضايا التي حظيت باهتمام الجانبين المصري والأميركي خلال زيارة مبارك.
وقال ان الرئيس مبارك بحث مع المسؤولين عدد من القضايا الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وكان على رأسها تنامي النشاط الإيراني والأوضاع الملتهبة في السودان والصومال وتأثير تلك القضايا على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى مصر بوجه خاص.
واشار إلى أنه كانت لدى القاهرة مخاوف من نية الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء الحوار مع إيران وترى فيه إمكانية لإضعاف مكانة دول الخليج ومعسكر الاعتدال في العالم العربي.
وأشار مزائيل إلى أن وضع مصر الخاص واستهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية باختلاف توجهاتها جعل مسألة التنسيق الاستخباراتي بينها وبين الولايات المتحدة أمر حيوي.
كما أشار إلى أن واشنطن تولي أهمية قصوى لمصر بسبب سيطرتها على قناة السويس التي تمر من خلالها السفن الحربية وحاملات الطائرات الضخمة الأميركية والغربية في طريقها للخليج العربي.
وقال إن تواتر الأنباء خلال الشهر الماضي عن مرور غواصة وزوارق صواريخ إسرائيلية إذ يؤكد كذلك على الحوار الدائر بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن بشأن كيفية مواجهة التهديدات الإيرانية والسعي المتواصل من جانبهم للاستعداد لمواجهة أي طارئ.
وتابع مزائيل ورقته البحثية بالإشارة إلى وجوب لفت الانتباه إلى إعلان الرئيس مبارك عن رفض مصر أن تكون جزء من المظلة الأميركية لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية وتأكيده على أن مصر لن توافق على نشر قوات أجنبية أو نشر أسلحة على أراضيها.
وخصص الخبير الإسرائيلي القسم الثالث من ورقته البحثية للحديث عن الأوضاع السياسية الداخلية في مصر والاستعدادات القائمة لإجراء انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشعب خلال الفترة المقبلة مشيراً إلى أن عملية الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي وسبل تحسين الأوضاع في مصر حظيت بنصيب واسع من مباحثات مبارك وأوباما.
وقال إن الرئيس مبارك تحدث مع نظيره الأميركي عن الأزمات الصعبة التي تواجه مصر واستعدادات القاهرة لإجراء الانتخابات الرئاسية في عام 2011.
وقال مزائيل إن مصر خلال العامين الماضيين شهدت تنظيم العشرات من الإضرابات العمالية الأمر الذي دفع النظام المصري لاتخاذ سلسلة من خطوات الإصلاح ورفع الأجور.
وأشار إلى أنه من أجل الحصول على المال اللازم لتمويل هذا الأمر قامت الحكومة بإلغاء الدعم عن بعض المواد الحيوية الأمر الذي تسبب في رفع أسعارها خاصة الخبز وهو ما أفضى إلى أزمة جديدة أشد خطورة.
وأشار السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إلى أن النظام المصري يواجه الآن أزمة أخرى تتمثل في إعلان الحركات المعارضة له وعلى رأسها حركة كفاية مقاطعة الانتخابات بدعوى أنها لن تكون انتخابات حرة ونزيهة وقامت كذلك بإجراء اتصالات مع أحزاب المعارضة في مصر من أجل إقناعها بالانضمام إلى تلك المقاطعة.
وقال إنه تزامن مع هذا قامت الحكومة المصرية بتبني سلسلة من الخطوات هدفت من ورائها الى إضعاف حركة الإخوان المسلمين التي تعد قوة المعارضة الرئيسية في مصر وقامت في هذا الإطار بإلقاء القبض على مئات العناصر من الجماعة من بينهم العشرات من قادتها خلال الأشهر الأخيرة الماضية وذلك بهدف الحد من قوة الحركة استعداداً للانتخابات القادمة في مصر.
وتحدث تسيفي مزائيل في القسم الرابع من ورقته البحثية عن مسألة توريث السلطة في مصر مشيراً إلى أن الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عاماً يحكم مصر منذ 28 عاماً لا يعاني أزمات صحية ذات شأن يذكر لكن بعض من علامات المرض تبدو على وجهه.
وقال إن بعض من المقربين من الرئيس مبارك يرون أن أكثر ما أثر فيه هو رحيل حفيده الأكبر قبل عدة أشهر.
ويرى مزائيل أن هناك شكا في إمكانية أن يقوم مبارك بترشيح نفسه في الانتخابات المقررة عام 2011 معرباً عن اعتقاده بأن يقدم استقالته وأن تجرى انتخابات الرئاسة في موعدها وكذلك انتخابات مجلس الشعب.
وقال هناك إمكانية أخرى لتقديم موعد انتخابات مجلس الشعب.
كما أشار مزائيل إلى أن الرئيس مبارك يتحرك من خلال رؤية تقوم على تسليم القيادة لشخص يحظى بالثقة دون الدخول في مغامرة إجراء انتخابات يتنافس فيها العديد من المرشحين وهو ما قد يفضي عنه وقوع كارثة نتيجة اختيار أحد المعارضين الذين لا يمكنهم تحمل المسؤولية أو قيام حركة الإخوان المسلمين بالفوز في تلك الانتخابات وهو الأمر الذي قد يفضي عنه فيما بعد لتدخل الجيش واندلاع فوضى عارمة ليس في مصر فحسب ولكن في المنطقة بوجه عام.
وأشار مزائيل إلى أن مبارك وعلى هذا الأساس قرر أن يعد نجله جمال البالغ من العمر 47 عاما لكي يخلفه في الحكم ولهذا عهد له بأحد أكثر المناصب حساسية وأهمية في الحزب الحاكم حيث تولى منصب أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم وقام كذلك بتغيير بعض مواد الدستور المصري بهدف تمكين نجله جمال من أجل أن يكون المرشح الوحيد من قبل الحزب في الانتخابات القادمة.
وقال مزائيل "إنه وإن كان مبارك ذاته يصر على أن هذا الأمر ليس في نيته لكن كل ما يقوم به يشير وبوضوح إلى هذا الأمر".
ثم تحدث مزائيل عن أن وسائل الإعلام تتحدث بشكل لافت عن وجود مرشح آخر لتولي منصب الرئيس وهو اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية ووصفه بأنه من أكثر المقربين من الرئيس مبارك لكن وبحسب مزائيل فإن المشكلة هي أن الدستور المصري لا يعطي لسليمان الفرصة من أجل الترشح إلا بعد أن يعهد إليه بأحد المناصب القيادية في الحزب الحاكم ويعتقد مزائيل أن هذا الأمر غير واضح في تلك المرحلة.
ثم نوه مزائيل إلى أن نجل الرئيس رافق والده في زيارته الأخيرة لواشنطن وذلك من أجل اكتساب الخبرة والتعرف على واضعي السياسة الأميركية وقال إن جمال قام في الآونة الأخيرة ببدء حوار مع الشباب المصري عبر شبكة الإنترنت , وهو ما فعله أوباما إبان خوضه سباق الرئاسة الأميركية.
كما أشار إلى أن الشارع المصري يشهد حالياً ترديد أغنية تدعو الجماهير لانتخابه رئيساً للبلاد وعدم الانسياق وراء الشائعات التي يرددها البعض بأن انتخاب جمال يعني تكريس التوريث على حد قوله.
ثم تطرق مزائيل في القسم الخامس والأخير من ورقته البحثية للحديث عن معارضة الرئيس مبارك خلال زيارته الأخيرة لواشنطن لأي خطوات تطبيعية من قبل الدول العربية مع إسرائيل وربط بين هذا الأمر وحدوث تقدم في عملية السلام وتجميد المستوطنات.
وقال إن مبارك حذر من أن اليأس والإحباط ملآ الشارع العربي بسبب استمرار القضية الفلسطينية دون حل وأن غياب إيجاد الحل يعني استمرار أعمال العنف.
وقال مزائيل إن أوباما وخلال لقائه بمبارك أشاد بجهود إسرائيل من أجل إزالة المستوطنات غير القانونية ورفعها الحواجز في الضفة الغربية.
وأعرب عن رؤيته في وجود قيادة شجاعة في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والعربي تكون قادرة على تبني قرارات شجاعة تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق